يسلط الضوء على المعرض الجديد الذي يقدمه الفنانان Elmgreen & Dragset في متحف موسي دورسي في باريس، حيث يقتحم الزوار غرفة النحت الرئيسية ليواجهوا تحفاً فنية معلقة رأسا على عقب. الفنانان، الذين عرفوا بأعمالهم غير التقليدية التي تستحضر مجموعة متنوعة من المشاعر كالعجز، الكوميديا والإلهاء، يعرضان في هذا المعرض مجموعة من النحتيات الملفتة للنظر، مثل الصبي الذي يجلس على غسّالة والذي يعتبر من رموز أعمال الفنانين الدنماركي والنرويجي. الصبي الذي يقفز من منصة القفز يمثل “لحظة الوجودية الفريدة” التي يضع فيها الشخص أمام خيار القفز في المجهول أو الانسحاب.

يشير الفنانون في حديثهم إلى أن أعمالهم الفنية تعكس استفسارات كبيرة تتعلق ببنية القوى في المجتمع والطريقة التي يمكننا من خلالها تحويل تلك القوى. يقولان إنهم يريدون أن يجذبوا الناس للتفكير في مسائل أكبر وأعمق، وذلك من خلال تقديم تجارب فنية تثير الشكوك والتساؤلات بشكل مباشر. يعتبر المعرض باريسي مناسبة جيدة لاستعراض هذه الرؤية الفنية العميقة التي تجسدت على مر الثلاثين سنة الماضية من خلال أعمال الفنانين.

تشكل النحتيات الفنية لـ Elmgreen & Dragset جزءًا من تقديمهم لانتقاد مؤسسي لمظاهر السلطة والنظم الاجتماعية. إذ يحاولان تحفيز الزوار للتفكير في كيفية تغيير هذه الهياكل وإعادة تشكيلها. بدأ الفنانان عملهم معًا في عام 1994 بنمط فني غير ثابت، ولكن بتطور الزمن وانتقالهما إلى برلين، زادت ابتكاراتهم وتحولت إلى أعمال فنية أكثر قوة وتأثيرًا. تعتبر نصب التماثيل والأعمال الفنية التي قاموا بعرضها في متاحف حول العالم وسطات لإثارة النقاش حول مواضيع هامة تتعلق بالقدرة والتغيير.

تميز الفنانان Elmgreen & Dragset بأسلوبهم الفني الذي يجمع بين الانتقاد المؤسسي والذكاء والفكاهة. واحدة من أشهر أعمالهم هي “برادا مارفا”، متجر للسلع الفاخرة يقع في وسط صحراء تكساس والذي أصبح رمزًا للفن المعاصر بفضل ظهوره في عدة عروض تلفزيونية بارزة. يعتبر الفنانان أن الفن يتمتع بقدرة على التحول والتأقلم مع التغيرات التي تطرأ عليه، وهذا ما يجعل آثارهم الفنية تحافظ على قيمتها وأثرها بغض النظر عن التطورات الهائلة التي قد تحدث في عالم الفن.

من خلال استخدام مفاهيم العدمية والفكاهة ضمن أعمالهم الفنية، يسعى الفنانان Elmgreen & Dragset لإثارة التساؤلات والنقاش بشكل مباشر حول قضايا تعتبر كبيرة ومهمة. يشمل هذا النهج أيضًا الاستفزاز من المواقف التقليدية واستخدام الفن للتحدث عن الهوية والقوة والاختلاف. تستمر أعمال الفنانان في إلهاء وإثارة الزوار بفضل أسلوبهم الفني الفريد الذي يجمع بين الجدية والفكاهة بطريقة مميزة وملهمة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.