أوضحت الاستشارية في طب النساء والولادة، د. مها النمر، أنه في حال وجود طفرة وراثية لدى الزوجين، هناك طريقتان لتجنب إصابة الأطفال بالمرض، وذلك من خلال الكشف عن البويضة الملقحة قبل إعادتها للرحم، وذلك عن طريق تقنية أطفال الأنابيب. ويتم في هذه الحالة إعادة الأجنة السليمة فقط إلى رحم الأم قبل الحمل. وبعد الحمل، يمكن أيضاً أخذ عينة من المشيمة أو السائل الآمنيوسي، وفي حال كان الجنين مصاباً، يجوز إنزاله قبل نفخ الروح بموافقة دينية.
وأشارت د. النمر إلى أن المسائل الوراثية تعد واحدة من القضايا الهامة التي يجب النظر فيها عند التفكير في تكوين الأسرة والإنجاب. وتعد هذه الطرق الحديثة التي تمكن من تحديد الأجنة السليمة من الجينات المعيبة خطوة مهمة نحو تقليل انتقال الأمراض الوراثية وتحسين صحة الأجيال القادمة.
وأوضحت أنه في بعض الأحيان، يكون الاكتشاف المبكر لوجود طفرات وراثية في البويضة أو الجنين نقطة تحول في تجنب إصابة الأطفال بأمراض وراثية خطيرة. ويمكن لعينات الجنين المأخوذة قبل التشكيل النهائي أن تكون أداة فعالة في تشخيص هذه الطفرات والتعامل معها بشكل مناسب لضمان صحة الجنين وتطوره المستقبلي.
وأبرزت النمر أن تقنية أطفال الأنابيب توفر فرصاً عظيمة للأزواج الذين يحملون طفرات وراثية ويرغبون في تحقيق الأمومة والأبوة بأمان وسلامة. وتسمح هذه التقنية بفحص البويضة والحيوان المنوي قبل الإخصاب، ومن ثم اختيار الأجنة السليمة للزرع في رحم الأم، مما يقلل من خطر انتقال الأمراض الجينية إلى الأجيال القادمة.
وفي النهاية، أكدت د. النمر على أهمية الوعي بالمخاطر الوراثية والاستفادة من التقنيات الحديثة التي تمكن من مراقبة وتحليل الجينات بدقة للحفاظ على صحة الأجيال القادمة. وأشارت إلى ضرورة التحري المبكر والاستشارة مع الأطباء المتخصصين في حال وجود مخاوف بخصوص الوراثة، لتجنب المشاكل الصحية المحتملة للأطفال المقبلين على الولادة.