في هجوم مروع جرى في وقت مبكر من فجر يوم الجمعة، في منجم فحم بإقليم بلوشستان بجنوب غرب باكستان، استهدفت مجموعة من المسلحين الملثمين العمال. حيث قتل 20 عاملا وأصيب 7 آخرون. وبحسب شهادة القائد الشرطة المحلية في مقاطعة دوكي، فإن المهاجمين كانوا يرتدون ملابس مدنية وكانوا يحملون أسلحة ثقيلة مثل القاذفات الصواريخ والقنابل اليدوية. هاجموا العمال لمدة 30 دقيقة تقريبًا، قبل أن يهربوا من المكان.
وأفادت وكالة رويترز أن الهجوم استهدف منجم شركة جنيد للفحم في منطقة دوكي شرقي مدينة كويتا، التي تعد عاصمة إقليم بلوشستان. استخدم المسلحون أسلحة ثقيلة، بما في ذلك الصواريخ والقنابل اليدوية، في هذا الهجوم الدموي. وأكد الطبيب في مستشفى دوكي وصول 20 جثة حتى الآن، مما يظهر حجم الكارثة التي وقعت يوم الجمعة.
المجتمع الدولي أدان بشدة هذا الهجوم الوحشي على العمال البريئين في منجم الفحم. والانفصاليون في إقليم بلوشستان في باكستان يستهدفون عادة العمال القادمين من بقاع أخرى في البلاد، بالإضافة إلى الشركات الأجنبية. يرون أن هؤلاء العمال يتسللون إلى الإقليم لاستغلال موارده، وهذا ما يثير غضبهم ويدفعهم للقيام بأعمال عنف وإرهابية.
تبنى جيش تحرير بلوشستان هجمات دامية مشابهة في السابق، حيث استهدف في العام الماضي مدنيين ومواقع أمنية وعسكرية، مما أسفر عن مقتل العديد من الأشخاص. وفي أبريل الماضي نفذ مسلحون هجومًا في مدينة نوشكي بإقليم بلوشستان، حيث أوقفوا حافلة وقتلوا بالرصاص 11 راكبًا. هذه الهجمات العنيفة تعكس الوضع الأمني الهش في الإقليم وتجسد العنف الذي يعصف بالمنطقة.
يعمل الجهاديون والإرهابيون في إقليم بلوشستان على زعزعة الأمن والاستقرار، وترويع السكان المحليين والعمال والشركات الأجنبية. وفي ظل استمرار هذه الهجمات الدامية، يتعين على الحكومة الباكستانية اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الأرواح وضمان أمان المواطنين والعمال. يجب أن تعمل السلطات المحلية والقوات الأمنية على تعقب ومحاسبة الفاعلين ووضع حد لهذه الأعمال الإرهابية المروعة التي تهدد السلم والاستقرار في المنطقة.
بالنظر إلى أن بلوشستان تعتبر إحدى المناطق الأكثر نزاعًا وعنفًا في باكستان، فإن الحكومة الباكستانية يجب أن تعمل على حل القضايا السياسية والاجتماعية التي تعاني منها المنطقة. يجب أن يكون هناك حوار بناء مع الانفصاليين ومحاولة فهم مطالبهم والبحث عن حلول سلمية لها. إن عدم التصعيد والبحث عن الحلول الدبلوماسية يمثل السبيل الوحيد لإعادة الاستقرار والسلام إلى إقليم بلوشستان.
