دعا وزير الداخلية الإسباني فرناندو غراندي مارلاسكا وكالة مراقبة الحدود التابعة للاتحاد الأوروبي إلى طلب إذن من دول أفريقية لتسيير دوريات في مياهها بهدف الحد من الهجرة غير النظامية والإنقاذ على طريق الهجرة من القارة السمراء نحو جزر الكناري. وأكد مارلاسكا أن وكالة المراقبة الأوروبية “فرونتكس” قامت بتنفيذ مهام في مناطق أفريقية خلال ذروة موجة الهجرة إلى جزر الكناري في العام 2006، وتعاونت مع القوات الإسبانية في جمع معلومات استخباراتية بجزر الكناري.
وأشار مارلاسكا إلى ضرورة أن تطلب الوكالة الآن إذناً من دول العبور للمهاجرين، مثل موريتانيا والسنغال وغامبيا التي تعتبر نقاط عبور هامة عبر المحيط الأطلسي نحو أوروبا، للتصدي للمهربين والحد من الهجرة غير النظامية. كما أكد وزير الداخلية الإسباني أن الوكالة لا يمكنها حماية الحدود الأوروبية من الهجرة غير النظامية إلا إذا قامت بتنفيذ مهام خارج تلك الحدود.
وفي اجتماع لوزراء داخلية الاتحاد الأوروبي، طالب مارلاسكا بتعزيز قدرات وكالة مراقبة الحدود، وزيادة قدرتها على تنفيذ مهام في الخارج سواء في إعادة المهاجرين غير النظاميين أو في مراقبة الحدود. وتشير الإحصائيات إلى أن الهجرة غير الشرعية إلى جزر الكناري عبر المحيط الأطلسي قد شهدت أسرع نمو في السنوات الأخيرة، على الرغم من أن الأعداد لا تزال أقل من أعداد المهاجرين الذين يصلون عبر البحر المتوسط نحو إيطاليا.
وأثار تدفق المهاجرين إلى إسبانيا توترا بين الإدارة الإقليمية لجزر الكناري والحكومة المركزية بشأن رُعاية آلاف المهاجرين غير القانونيين. وأظهرت أرقام وزارة الداخلية الإسبانية أن جزر الكناري استقبلت في العام الحالي حوالي 26 ألف مهاجر حتى يوليو الماضي، مقارنة بـ39 ألف مهاجر في عام 2023 بأكمله، مما يعكس التحديات التي تواجهها إسبانيا في التعامل مع الهجرة غير النظامية.