نشر الكاتب تسفي برئيل مقالًا في صحيفة هآرتس استعرض فيه الوضع النفسي الذي يعيشه المجتمع الإسرائيلي في ظل التوترات المستمرة ونتائج المواجهات العسكرية. وباستخدام نظرية الطبيبة النفسية إليزابيث كوبلر روس حول مراحل الحزن، حاول برئيل تسليط الضوء على المراحل التي مرّت بها إسرائيل في العام الماضي، والتي تتوزع بين الإنكار، الغضب، المساومة، الاكتئاب، والتقبل. هذه المراحل، وفقًا للكاتب، تعكس بشكل كبير الحالة النفسية العامة للإسرائيليين بعد سماعهم لأخبار الكوارث العسكرية والأزمات السياسية.
تطرق المقال إلى مرحلة الإنكار التي اجتاحت المجتمع الإسرائيلي، حيث تم التفاعل بشكل غير مبرر مع الأحداث، مما تسبب في مشاعر الصدمة والغضب. ومع مرور الوقت، انتقل الوضع النفسي إلى مرحلة المساومة، حيث بدأت محاولات من بعض الأفراد للبحث عن حلول أو طرق للتفاوض مع الحكومة على مسائل مثل إعادة الأسرى. لكن برئيل أشار إلى أن هذه المفاوضات لم تؤت ثمارها، مما أدى مجددًا إلى إحباط نفسي.
في يناير من العام 2024، رأى الكاتب أن المجتمع الإسرائيلي قد بدأ بالدخول في مرحلتين أكثر عتمة، وهما الاكتئاب والتقبل. وليس الاكتئاب فقط نتيجة الشعور بالخجل والذنب، بل أيضًا مزيج من العجز واليأس الذي يعاني منه كثيرون بعد سلسلة من الكوارث. كما أشار إلى أن القبول بالواقع الجديد يشكل تحديًا، مشيرًا إلى أن الوعي بعدم جدوى أي مظاهر من الغضب أو الاحتجاج قد يؤدي إلى شعور بالفقد.
أوضح برئيل أن إسرائيل تحكمها حاليًا مجموعة من السياسيين الذين لا يبدو أنهم يتمتعون بالقدرة على تغيير الوضع، حيث يعيش المجتمع تحت ضغط دائم لا يظهر عليهم أي بوادر تحسن أو أمل. فقد تحولت المحن إلى نوع من “الدواء” للذين في الحكم، مما يعني أن الأزمات المتكررة قد تمنحهم نوعًا من الشرعية للبقاء في السلطة.
ألمح الكاتب إلى سلبية الفلسطينيين ورضاهم التام عن الواقع، مما يدعو للتفكير حول الأسباب التي تجعلهم يقبلون بحياتهم تحت حكم حماس. كما أشار إلى مخاوفه من الاعتياد على الوضع الراهن، مستدلاً بشعور الخوف الذي ينتابه من مستقبل البلاد وطبيعة القادة الذين يتخذون القرارات.
في الختام، اعتبر برئيل أن ما وصفه بـ”عصابة خبيثة” تحكم البلاد منذ فترة طويلة قد تحوّل الكوارث إلى فرصة لبقاء هذه القوى في السلطة. ورغم الألم الذي يعيشه المجتمع، يبدو أن إمكانية التغيير أو التصحيح في وضع إسرائيل السياسي قد أصبحت بعيدة المنال.