تواصل مهنة “القصبجي” في مصر جذب الأذواق العربية والغربية عند زيارة أحد أزقة خان الخليلي التاريخية في قلب القاهرة. في هذه الأزقة، يعم الجمال من الكتابة بالحروف الذهبية على أقمشة الحرير داخل مصنع صغير يمتلكه أحمد شوقي عثمان، الستيني الذي يحمل موروث عائلي قديم في هذه الصناعة يمتد لقرنين من الزمان.
يحيط القصبجي، أحمد شوقي عثمان، نفسه داخل مصنعه بلوحات قماشية تشع بنورها الذهبي، تحمل آيات قرآنية وعبارات دينية متقنة، إلى جانب رسومات لطيور تمثل إبداع الحياكة. ويُزين الجدران بعبارات دينية مثل “محمد رسول الله” و”بسم الله الرحمن الرحيم”، بالإضافة إلى صور طيور مطرزة بالخيط الذهبي.
عثمان، وارث هذه المهنة التاريخية، يبدأ رحلة الغزل داخل المصنع الصغير عبر تطريز لوحات القماش المزخرفة ونسخ من كسوة الكعبة التي كانت تصنع في مصر قبل أن تنتقل إلى السعودية. يستخدم القصبجي خيطا ذهبيا وإبرة في عمله لتطريز القماش الحريري بعبارات دينية مثل “بسم الله ما شاء الله”، ويحرص على دقة العمل لتحقيق الجودة المطلوبة.
تعود تاريخ مهنة القصبجي في عائلة عثمان لأكثر من 200 عام، حيث عمل جديه عثمان عبد الحميد كرئيس لمصلحة كسوة الكعبة، ونقل صناعة التطريز إلى السعودية. يتطلب تطريز القماش الحريري بالخيوط الذهبية فترة زمنية تتراوح بين أسبوع وثلاثة أشهر حسب الحجم والمادة المستخدمة.
تستمر عائلة عثمان في الحفاظ على تقاليد ومهارات مهنة القصبجي في مصر، مع الاعتناء بالجودة والدقة في التفاصيل. تتفاوت أسعار اللوحات الفنية المطرزة بين 200 جنيه وأكثر، حسب حجم كل قطعة والمواد المستخدمة، لتشكل هذه المهنة تراثًا تاريخيًا متوارثًا يتمتع بشهرة داخل وخارج مصر.