بث حزب الله اللبناني مساء اليوم الأربعاء صورا لمواقع إستراتيجية في مدينة حيفا، مؤكدا أنه يمكنه ضربها في أي وقت. وقد التقطت الصور بواسطة “مسيّرة الهدهد” الكهربائية التي يستخدمها الحزب لتصوير المواقع الحساسة داخل إسرائيل. وأشار المدير المكتب الجزيرة في لبنان إلى أن الفيديو يحتوي على تفاصيل هامة، حيث ظهرت فيه القواعد العسكرية والمناطق الصناعية والبنية التحتية، بالإضافة إلى الأنفاق والمستشفيات والمنشآت العامة بما في ذلك جامعة حيفا وبرج الاتصالات ومصفاة النفط.
ويدل هذا العرض العسكري على استعداد حزب الله لشن هجمات ضد هذه المواقع ردا على استهداف إسرائيل للبنى التحتية في لبنان. وقد كثف حزب الله القصف اليوم الأربعاء، مما أسفر عن سقوط ضحايا وجرحى، وتسبب في أضرار كبيرة للمباني والممتلكات في إسرائيل. وقد أشار المحلل العسكري العميد إلياس فرحات إلى أن هذا الفيديو يأتي في إطار الحرب النفسية، ويعبر عن قدرة حزب الله على الضربات القوية، مؤكدا أن المقاومة تعود بقوة.
ومن ناحية أخرى، أشار العقيد حاتم الفلاحي إلى أن هذا الصراع تجاوز مجرد بث صور، وتحدث عن ضرورة لشروع حزب الله في شن هجمات فعلية ضد هذه الأهداف، مع التركيز على تعطيل الدفاعات الجوية لإسرائيل لمنعها من اعتراض الصواريخ. وحث الفلاحي على القيام بخطوات عملية بدلا من الاكتفاء بعرض القوة العسكرية.
بالإضافة إلى ذلك، أعرب نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، عن استعداد المقاومة اللبنانية للتصعيد والرد بقوة على أي هجمات إسرائيلية. وأكد قاسم على أن حزب الله مستعد لمواجهة أي تحديات ولن يتردد في استخدام كل وسائله للدفاع عن لبنان والدفاع عن الحقوق والمصالح الوطنية للبنانيين.
تعتبر الصور التي بثها حزب الله لمواقع استراتيجية في حيفا خطوة استفزازية تهدف إلى إيصال رسالة واضحة لإسرائيل بأن المقاومة اللبنانية لها القدرة والإرادة على الرد بشكل فعّال على أي تهديدات تتعرض لها لبنان. وبالأخص في ظل تصاعد التوترات بين الطرفين واستمرار الغارات الجوية والهجمات بين إسرائيل وحزب الله، يتزايد الخوف من تفاقم الأوضاع وانتشار العنف في المنطقة.
وفي هذا السياق، يجب على المجتمع الدولي التدخل العاجل لوقف التصعيد المتزايد والعمل على إيجاد حل سلمي للأزمة الحالية بين إسرائيل ولبنان، لحماية سلامة المدنيين وتجنب المزيد من الخسائر البشرية والمادية. ويجب على الأطراف المتنازعة الجلوس إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى تسوية نهائية تضمن الأمن والاستقرار في المنطقة، وتحقيق السلام الدائم الذي ينتظره الشعبين الإسرائيلي واللبناني.