في عام 1954، أقيمت مباراة كرة قدم أمريكية بين جامعة برينستون وجامعة دارتموث كانت عنيفة وأثارت جدلا كبيرا بين المشجعين. بعد عقود من هذه المباراة، أراد الباحثان Hastorf و Cantril عمل تجربة علمية لمعرفة رأي الناس حول تلك المباراة. فعرضوا فيلمًا سينمائيًا للمباراة على مشجعي كل فريق وتفاجآ الباحثان من الآراء المتعارضة للمشجعين. وتوصل الباحثان إلى نتيجة أن المشجعين وقعوا في حالة من الخلل تحيزي الإدراكي يسميه العلماء “الإدراك الانتقائي”.

الإدراك الانتقائي هو عملية يقوم بها العقل اللاواعي بتصفية المعلومات الواردة من موقف معين، واختيار منها جوانب محددة تتوافق مع معتقدات الشخص الحالية مع تجاهل الجوانب الأخرى التي تتعارض مع تلك التوجهات. يؤثر الإدراك الانتقائي سلبًا على الموظفين والمجتمع بشكل عام من خلال زيادة التحيزات والتعمق في الانقسامات بين أفراد المجتمع وصعوبة حل المشكلات الاجتماعية وانتشار الشائعات والمعلومات المضللة.

في مجال العمل، يتسبب الإدراك الانتقائي في عدم الحكم الموضوعي وعدم العدالة في التعامل مع الآخرين. ومثال على ذلك هو الشخص الذي يعمل في القطاع القانوني ويتحيز إلى فكرة معينة ضد طرف آخر دون تحليل موضوعي للوقائع، مما يؤدي إلى حكم متحيز وغير عادل. لتحقيق رؤية المملكة 2030 بفاعلية أكبر، يجب تجنب الوقوع في الإدراك الانتقائي وبناء مجتمعات أكثر ازدهارًا وتماسكًا وعدلاً وتطوير بيئات عمل أفضل من خلال الإنصاف والفهم والفعالية.

بشكل عام، الإدراك الانتقائي يُشوّه رؤية البعض للأحداث ويؤدي إلى زيادة الانقسامات والتحيزات وعرقلة حل المشكلات. وفي سياق العمل، يهدد الانحياز الانتقائي التفكير الموضوعي في اتخاذ القرارات ويؤثر على العدالة والتعاطف. لذا، يجب على الجميع أن يكونوا واعين لمخاطر الإدراك الانتقائي لبناء مجتمع أفضل وتحقيق رؤية 2030 بقلوب متحدة وعقول منفتحة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.