بعد مرور 14 عامًا على ثورة الياسمين في تونس، بدأت عبارة “كأننا عدنا إلى عهد بن علي” تنتشر على منصات التواصل الاجتماعي، مما أثار استذكار الرئيس السابق زين العابدين بن علي الذي فرّ خارج البلاد بعد سقوطه. بدأت الثورة الشعبية في تونس عام 2010 عندما أضرم الشاب محمد البوعزيزي نفسه في النيران، وانتشرت سريعًا لتؤدي إلى سقوط نظام بن علي وبداية الربيع العربي.

بعد الثورة، بدأ الشعب التونسي في ممارسة حقه الانتخابي بحرية، لكن رغم ذلك، اعتبر بعض المغردين أن تونس عادت إلى مربع “بن علي” بعد فوز الرئيس المنتهية ولايته قيس سعيد بفترة رئاسية ثانية بنسبة تفوقت على 90%، بعد حبس ومطاردة منافسيه على الرئاسة. أثار فوز سعيد بنسبة كبيرة جدلًا كبيرًا على منصات التواصل التونسية، حيث شكك البعض في نزاهة الانتخابات ووصفوها بالمزورة.

وقد عبّر بعض التونسيين عن رفضهم لنتائج الانتخابات، معتبرين أنها غير نزيهة وأن سعيد وضع قوانين انتخابية تناسبه. وأكدوا أن السجن الذي تعرض له بعض المترشحين والتلاعب بالصناديق يجعل هذه الانتخابات شكلًا غير شريف. كما سخر البعض من مشاركة الجامعة العربية في مراقبة الانتخابات وعبروا عن اعتقادهم بأن تونس عادت لمحيطها العربي.

من جانب آخر، رأى البعض أن نتيجة الانتخابات تعكس مقاطعة المعارضة وعدم مشاركتها، مما جعل النتيجة طبيعية في ظل غياب التنافس الحقيقي. وأشاروا إلى أن المشاركة السليمة في الانتخابات تعتبر واجب وطني، ومن اختار عدم المشاركة لا يمكنه احتجاج بعد ذلك على النتائج المترتبة.

بينما رأى آخرون أن الصندوق الانتخابي يعبر عن إرادة الشعب، وأن من امتنع عن التصويت يجب أن يتحمل مسؤولية اختياره. وأكدوا أن الديمقراطية تقوم على المشاركة والالتزام بنتائج الانتخابات التي تحددها الشعب. بالنهاية، يبدو أن الشارع التونسي متحمس للنتائج بغية التقدم والازدهار، رغم التحفظات التي قد تثار بشأن نزاهة العملية الانتخابية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.