منذ فوزه التاريخي في عام 2016 إلى الأحداث المثيرة التي شهدها عام 2024، قدّم دونالد ترامب، الرئيس الأميركي السابق والمرشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، مسيرة سياسية مليئة بالتقلبات والتحولات. في هذا السياق، تبرز خمس محطات بارزة في سياساته وأفعاله، والتي شكلت جزءًا من تجربته السياسية المثيرة للجدل.

في 8 نوفمبر 2016، شهدت الولايات المتحدة صدمة كبيرة عندما فاز دونالد ترامب، رجل الأعمال الشهير الذي لم يكن له خلفية سياسية، بالانتخابات الرئاسية ضد هيلاري كلينتون. هذا الفوز جاء على الرغم من تكهنات عديدة تشير إلى تمكن كلينتون من حسم المعركة لصالحها، لكن ترامب تمكن من كسب أصوات الناخبين البيض، مقدمًا نفسه كرجل شعبي ومتمرد ضد النظام، ومعتمدًا على خطاب يتسم بالعداء للنخب السياسية وإغلاق الحدود. هذه الديناميكية حوّلت المسار السياسي الأميركي وأثارت ردود فعل متباينة بين مؤيديه ومعارضيه.

في مايو 2017، أطلق ترامب ما يُعرف بـ “الحرب التجارية” مع أوروبا والصين، من خلال فرض ضرائب على واردات الفولاذ والألمنيوم. جاء هذا الإجراء في إطار سياسة حمائية تهدف إلى تقليل العجز التجاري الأميركي. تبعت هذه الخطوات فرض رسوم على مئات المنتجات الصينية، مما أدى إلى ردود فعل من بكين. هذه السياسة كانت لها تداعيات طويلة الأمد حيث استمر صدى هذه الإجراءات في عهد خلفه جو بايدن، الذي تبنى نهجًا مشابهًا فيما يتعلق بالسيارات الكهربائية الصينية.

عام 2018 كان له وقع خاص في السياسة الخارجية الأميركية، حيث نفذ ترامب وعده بإلغاء الاتفاق النووي الإيراني المبرم في عام 2015. ووصف ترامب هذا الاتفاق بأنه “أسوأ صفقة في التاريخ”، ثم أعاد فرض العقوبات على إيران مما دفعها إلى استئناف برنامجها النووي. هذه السياسة لم تزعج فقط العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران، ولكنها أحدثت أيضًا توترًا في العلاقات الدولية بشكل عام، مما أثر على استقرار الشرق الأوسط وسوق الطاقة العالمي.

وفي السادس من يناير 2021، شهدت الديمقراطية الأميركية أسوأ لحظاتها عندما قاد ترامب أنصاره للاعتراض على نتائج الانتخابات الرئاسية. الهجوم على مبنى الكابيتول الذي تبع ذلك أسفر عن وقوع عدة إصابات وطرحت تساؤلات جدية حول قوة المؤسسات الديمقراطية في الولايات المتحدة. يعتبر هذا اليوم بمثابة اختبار حقيقي للديمقراطية، حيث تجلّت الفوضى والعنف بشكل غير مسبوق، ما أدى إلى تداعيات قانونية وسياسية واسعة على ترامب ذاته.

أما في عام 2024، فقد مر ترامب بتجربة كادت أن تنهي حياته، حيث تعرض لمحاولة اغتيال أثناء إلقائه خطابًا في ولاية بنسلفانيا. رغم تعرضه لإصابة بالغة عندما أصابته رصاصة في أذنه، إلا أنه تمكن من النجاة. وفي لحظة درامية، رفض ترامب المساعدة للابتعاد عن الجمهور، مطالبًا مؤيديه بأن “يقاتلوا” في مشهد اعتبره الكثيرون لتعزيز قاعدته الشعبية وتأكيد ولائه لمؤيديه في أوقات الأزمات.

بشكل عام، تعكس هذه المحطات مسيرة ترامب السياسية التي كانت مليئة بالتحديات والنجاحات والإخفاقات. لقد أثر بشكل عميق على المشهد السياسي الأميركي، بدءًا من صعوده المفاجئ إلى أعلى المناصب، مرورًا بالقرارات التي أثارت جدلاً كبير، وصولاً إلى اللحظات الحاسمة التي شكلت كيان وتصميم شخصيته السياسية. تظل تجاربه موضوعًا للحديث والنقاش، حيث يستمر تأثيره في تشكيل السياسات المستقبلية والأداء الحزبي على الساحة الأميركية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.