وركزت وكالة أسوشيتد برس في تقريرها على كتاب الصحفي بوب وودورد الذي أكد فيه أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أجرى بالفعل سبع مكالمات هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد مغادرته البيت الأبيض، فضلا عن إرساله أجهزة للكشف عن فيروس كورونا لبوتين بشكل سري خلال جائحة عام 2020. وقد وصف وودورد في كتابه هذه الأحداث بشكل مفصل ليرسم صورة واضحة لتعامل ترامب مع هذه القضايا الدولية الحساسة.
ويشير الكتاب أيضا إلى أن ترامب طلب من أحد مساعديه مغادرة مكتبه في منتجعه الخاص بولاية فلوريدا ليمكنه التواصل مع بوتين بشكل خاص في بداية العام الحالي، مشيرا إلى أن هذا المساعد كان شاهدا على عدة مكالمات جرت بين الرجلين بعد نهاية ولاية ترامب. وهذه القصص والأحداث تثير الكثير من التساؤلات حول العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وروسيا بعد تولي إدارة جديدة للبيت الأبيض.
وفي سياق متصل، أوضح وودورد أن ترامب أرسل إلى بوتين أجهزة لفحص الإصابة بفيروس كوفيد-19 لاستخدامها شخصيا خلال فترة انتشار الوباء في عام 2020. وبالرغم من طلب بوتين لترامب بعدم الكشف عن هذه الهدية، إلا أن الأخير استمر في تسريب المعلومات، ما دفع مدير الاتصالات في فريق ترامب للرد بأن مزاعم وودورد غير صحيحة وأنها خرافات من وضع خارج الواقع.
يأتي إصدار كتاب وودورد هذا قبل أيام قليلة من الانتخابات الرئاسية الأميركية التي يتنافس فيها ترامب مع المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس. وقد أثار هذا الكتاب العديد من الانتقادات والتكهنات حول تصرفات وقرارات ترامب خلال فترة رئاسته وبعدها، مما يعزز من جدية الأسئلة التي يطرحها الكتاب وتأثيرها المحتمل على الرأي العام الأميركي.
وقد نشر وودورد كتابا سابقا في عام 2018 بعنوان “الخوف.. ترامب في البيت الأبيض”، حيث تناول فيه تفاصيل حياة ترامب في البيت الأبيض وانتقد بشدة سلوكه وقراراته. واصفا حالة من الفوضى وعدم الاستقرار التي عمت المؤسسات الحكومية في ذلك الوقت، والتي وصلت إلى حد الانقلاب الإداري بحسب تعبيره، ما يعكس درجة التأثير والتوتر الشديد الذي عاشته البلاد خلال فترة رئاسة ترامب.