تجسدت الثقة في استعادة التعليم الإسلامي دوره في تعزيز القيم الإنسانية من خلال مشاركة أكثر من 300 شخصية من قادة هيئات ومؤسسات التعليم الإسلامي في المؤتمر الثالث للجمعية العالمية للمدارس الإسلامية في مدينة “شاه عالم” الماليزية. وتم التأكيد على تعزيز دور المدارس الإسلامية في المجتمع والحضارة بمشاركة مفكرين وقادة تربويين يمثلون 28 دولة مختلفة، لرفع مستوى التعليم الإسلامي وتنسيق الجهود التربوية والتعليمية.
وعادت فكرة تأسيس الجمعية العالمية للتعليم الإسلامي إلى مؤتمر عقد في مكة المكرمة عام 1977، وتم تأسيسها في عام 2021 لتكون منبرا فاعلا لتبادل الخبرات والبحث عن حلول للمشاكل المشتركة في مجال التعليم الإسلامي. وتعكف الجمعية على تنسيق التدريب والتطوير في مجال التربية والتعليم ووضع خطط لتحقيق أهدافها على المستوى القصير والبعيد.
تمحورت مناقشات المؤتمر حول تنشئة الطفل بشكل صحيح، حيث اعتبر أن الطفل هو محور العملية التربوية والتعليمية. وقد أثبتت المدارس الإسلامية الخاصة جدارتها وتميزها في كثير من الدول، ما جعل الإقبال عليها يتزايد بشكل ملحوظ من قبل المسلمين وغيرهم. وتواجه هذه المدارس تحديات فيما يتعلق بالإدارة والتحصين من التلوث الأخلاقي والفكري والبنيوي.
تعتبر بيئة الطفل والمراهق أكبر تحدي يواجه العملية التربوية، خاصة في ظل الترويج للشذوذ والمثلية في وسائل التواصل الاجتماعي. وتحتاج المدارس الإسلامية إلى تحصين ذاتي للأطفال لمواجهة هذه التحديات. وبالإضافة إلى ذلك، يجب توفير مدرسين ومدراء ومشرفين مؤهلين بشكل جيد لضمان جودة التعليم الإسلامي وتمكينه من التطور والتفوق.
تحتاج هيئات التعليم الإسلامي للتخطيط للبنية الأساسية للتعليم، بما في ذلك إقامة مؤسسات جديدة وتطوير القائمة وتأهيل الطواقم التعليمية وتوفير التمويل المناسب. ويجب توحيد المفاهيم المتفق عليها والعمل عليها، بالإضافة إلى التحاور مع الأنظمة التي تتدخل في التعليم الخاص لمواجهة القيود التي قد تفرضها على المدارس الإسلامية.
في نهاية المطاف، يجب توحيد الجهود وتكثيف التعاون من أجل تحسين جودة التعليم الإسلامي وتمكينه من مواكبة التحديات الحديثة والتطورات التكنولوجية. تحتاج هذه المدارس إلى زيادة الاهتمام بتنشئة الطفل بشكل شامل وتحصينه من التحديات الحديثة التي قد تؤثر على نموه وتطوره الشخصي.