تناول الكاتب الأميركي برانكو مارسيتيتش، المتخصص في سيرة الرئيس جو بايدن، السياسة الخارجية لبايدن تجاه القضية الفلسطينية، مبرزًا غموضها وقلة وضوحها. وفقًا لمقابلته مع موقع “موندويس”، يعتبر بايدن الرئيس الأميركي الوحيد الذي لم يضع خطوطًا حمراء لإسرائيل فيما يتعلق بأفعالها، وهو ما يتناقض مع سلوك الرؤساء الأميركيين السابقين الذين كانوا يحددون حدودًا معينة. وقد ألقى مارسيتيتش الضوء على دعم بايدن غير المشروط لإسرائيل، مشيرًا إلى أن ذلك يعكس دوافع سياسية أكثر من كونه إيمانًا حقيقيًا بقضية إسرائيل. كما أكد أن الوضع الحالي في فلسطين شائك، وأن بايدن يبدو كأنه يفضل الحفاظ على دعمه لإسرائيل على حساب إرثه الشخصي.
أبدى مارسيتيتش استغرابه من طريقة تعامل بايدن مع القضية الفلسطينية، خاصة بعدما شهد العالم أحداثًا مأساوية في الأقصى. وأشار إلى أن بايدن يستخدم السياسة الخارجية كأداة لتحقيق مكاسب سياسية، مستبعدًا أن يكون هذا الدعم نابعًا من دوافع أخلاقية أو إيمان حقيقي. وبصفة عامة، يشعر الكاتب بأن بايدن يُخاطر بمستقبله السياسي وإرثه من خلال دعمه المطلق لإسرائيل، مما يعد موقفًا محيرًا لجميع من يتابع تطورات السياسة الأميركية.
على نحو آخر، انتقد مارسيتيتش بايدن بسبب اقتراحه بسياسات متشددة تجاه أفغانستان وأوكرانيا وغزة، حيث برز موقفه القوي في عملية إجلاء القوات الأميركية من أفغانستان كخطوة جريئة ولكنه اعتبر عدم اهتمامه بالدبلوماسية في قضايا أخرى يعد تراجعًا سياسيًا. وفي نظره، أصبحت سياسة بايدن في غزة تشكّل العبء الرئيسي في رئاسته، وقد تكون نقطة تحول في مسار تاريخه السياسي، خاصة مع تصاعد الضغط من الداعمين الفلسطينيين.
علاوة على ذلك، اعتبر مارسيتيتش أن الطريقة التي يدير بها بايدن السياسة الخارجية هي إحدى أهم الأبعاد السلبية في فترة رئاسته. فقد بدا أن سياسته تجاه إيران تُظهر انعكاسًا للتعامل الجاد مع الملف الإيراني، ولكن على نحو لا يختلف كثيرًا عن سياسات سابقيه. فبدلاً من البحث عن دبلوماسية جديدة، اتجه بايدن نحو عزل إيران إقليميًا وتعزيز العلاقات مع جيرانها، وهو ما اعتبره تراجعًا عن الخطط الأوسع التي كان يسعى لتحقيقها.
وجه مارسيتيتش انتقادًا واضحًا لاستمرار بايدن في إرسال الأسلحة إلى إسرائيل رغم الاحتجاجات الشعبية داخل الحزب الديمقراطي، بل وأشار إلى تأثير المال في توجيه السياسة الأميركية. ورجّح أن أحد المشجعين الضخم للحزب كان له دور في تغيير قرارات بايدن بخصوص الأسلحة. وقد أشار إلى الأولويات المتضاربة بين الناخبين والغاضبين من المتبرعين، مما يدل على أن إدارة بايدن لم تكن متجاوبة بشكل كامل مع الرغبات الشعبية.
في الختام، يعتقد مارسيتيتش أن المستقبل سيظهر تعقيدات أكبر بشأن السياسة الأميركية في غزة، وكيف سيفسر التاريخ موقف بايدن. كما أشار إلى أن النتائج قد تؤدي إلى تقييم رياضي لبايدن كرئيس غير فعال، أسهم في تفاقم الفوضى والضرر في الساحة الدولية. وفي النهاية، يبقى السؤال مطروحًا حول كيفية تأثير قرارات بايدن على وضع الولايات المتحدة في العالم وعواقب ذلك في المستقبل.