تشير أحدث التحليلات إلى أن الانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة، المقرر إجراؤها في نوفمبر/تشرين الثاني، سوف تشهد تغييرات ملحوظة في سلوك الناخبين، وخاصة بين الشباب المعروفين باسم “جيل زد”. في مقال لموقع “فوكس”، أوضح الكاتب كريستيان باز أن هذه الشريحة العمرية بدأت في الابتعاد عن الرئيس الحالي جو بايدن، لتظهر支持هم لمرشحين آخرين. غير أن هناك تحولات جديدة تجري الآن، حيث وُجد أن الناخبين الشباب بدأوا في rallying حول كامالا هاريس، نائبة الرئيس، بعد دخولها السباق بعد انسحاب بايدن.
لقد أثبت الناخبون الشباب قدرتهم التنظيمية، حيث قاموا بتنظيم جلسات دعم لحملة هاريس عبر تطبيق “زوم”، وسارعوا إلى تقديم الدعم والتسجيل كمتطوعين. تشير الأبحاث إلى أن هاريس استطاعت استعادة نسبة كبيرة من دعم الناخبين الشباب الذي كان قد حصل عليه بايدن في الانتخابات السابقة، بفضل تناولها لمشاكل عميقة ومؤلمة يعيشها هؤلاء الشباب، مثل الإحباط والشعور بعدم التمثيل في النظام السياسي.
استعرضت استطلاعات الرأي الأخيرة كيف تمكنت هاريس من تحقيق زيادة ملحوظة في شعبيتها بين الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا، حيث أشارت النتائج إلى أن حماس هؤلاء الناخبين قد زاد بشكل ملموس. ورغم أن الانتخابات الماضية شهدت إقبالًا قياسيًا من الشباب، إلا أن أهمية هذه الفئة لا تزال تعكس عاملًا حاسمًا في المعركة الانتخابية، إذ يمثلون ركيزة أساسية لدعم الحزب الديمقراطي.
تظهر البيانات زيادة ملحوظة في تسجيل الشباب للتصويت، خصوصًا بين الفئات ذات الأصول الإثنية المختلفة. يعتبر هذا الارتفاع علامة على تغيير في الاستجابة السياسية الشاملة من جانب هؤلاء الناخبين. وبدأ كل من الجمهوريين والديمقراطيين في توجيه اهتمام أكبر نحو فئة الشباب، مما يعكس أهمية تأمين أصواتهم من أجل الفوز في الانتخابات.
في سياق التحليل، أشار الكاتب أن الناخبين الشباب عبروا عن شعور بعدم الارتباط برؤساءهم الحاليين، مما عزز فكرة أن بايدن، بسنّه، قد لا يكون القادر على تلبية احتياجاتهم وتطلعاتهم. وبغض النظر عن هذا، لا يزال الشباب متفائلين، لكنهم يشعرون بأن أحلامهم الأميركية أصبحت بعيدة المنال، وضعف المسرح السياسي الحالي لا يلهمهم بالمستقبل الإيجابي.
ورغم تجارب هاريس الجيدة في تأمين دعم الشباب، لا تزال هناك قضايا مركزية تعوق هذا الدعم، مثل القلق بشأن القدرة على تحمل التكاليف والآفاق الاقتصادية. تتطلب هذه المشكلات معالجة فعالة ورؤية واضحة، حتى تتمكن هاريس من التحول إلى الخيار المثالي لدى الناخبين الشباب، الذين يبحثون عن الأصالة والسياسات القابلة للتنفيذ لتحقيق تغيير حقيقي في مشهدهم السياسي.
