بدأت دول عديدة حول العالم في إجلاء رعاياها من لبنان بسبب تصاعد الهجمات الإسرائيلية على مناطق مختلفة، مما أثر على الوضع الأمني في البلاد. تركزت عمليات الإجلاء بشكل أساسي عبر مطار رفيق الحريري الدولي، إلا أن المسؤولين اللبنانيين أشاروا إلى عدم وجود ضمانات للمسافرين بشأن سلامة المطار وسط غارات متكررة. وفي ظل تزايد القصف، بلغ عدد الضحايا حتى الآن 1251 قتيلاً، بالإضافة إلى أكثر من 3 آلاف مصاب و1.2 مليون نازح، مما دفع الدول المختلفة لتسريع عمليات الإجلاء للمواطنين المقيمين في لبنان.

بالتوازي مع جهود حكومات هذه الدول، يواصل بعض الأفراد والعائلات محاولاتهم للخروج من لبنان بشكل مستقل. وقد نجحت السفارة المصرية في إجلاء 286 مواطناً مصرياً في رحلة استثنائية، داعية باقي المواطنين للتواصل معها. وفي الأردن، قامت الحكومة بإجلاء 44 مواطناً على متن طائرة عسكرية في زيارة خاصة لوزير الخارجية. كما قامت الولايات المتحدة بنشر قوات إضافية في قبرص لاستعدادها لإجلاء المواطنين الأمريكيين.

أما المملكة المتحدة، فقد استأجرت عدة رحلات جوية لرعاياها وذويهم، وأكدت على ضرورة مغادرتهم لبنان في أسرع وقت. في حين أرسلت تركيا سفن بحرية لإجلاء الأتراك الراغبين في مغادرة لبنان. وعلى الجانب الروسي، بدأت العملية أيضًا بإنقاذ أفراد عائلات الدبلوماسيين الروس، مع توقّعات بإجلاء نحو 3000 مواطن روسي ومعهم من دول أخرى. وشهدت بلجيكا أيضًا استعدادات لإرسال طائرات عسكرية لإرجاع مواطنيها.

كما كانت كندا من ضمن الدول التي استجابت بسرعة، حيث دعت رعاياها للتسجيل من أجل الإجلاء، وأعلنت الحكومة عن جهود لإعادة 2500 كندي. في المقابل، تمكنت قبرص من إجلاء عددٍ من رعاياها قبل أن تستأجر طائرات إضافية لإخراج المزيد. أما الدنمارك، فقد أوصت مواطنيها بالمغادرة لكن دون الرجوع لإجراءات إجلاء رسمي، مبررة ذلك بوجود رحلات تجارية.

في الدول الأوروبية الأخرى، اتخذت فرنسا، ألمانيا، وإيطاليا إجراءات لتقليص عدد الدبلوماسيين وتعزيز الإجراءات الأمنية، مع التركيز على تسهيلات الإجلاء المحتملة. فيما تمكنت اليونان من إجلاء عدد محدود من مواطنيها، في الوقت الذي أنهت فيه هولندا رحلتين جويتين لإعادة رعاياها. وطوال فترة الإجلاء كانت هناك تحذيرات من قبل وزارات الخارجية في معظم الدول ضد السفر إلى لبنان.

في شرق آسيا، قامت الصين وكوريا الجنوبية بإجلاء مواطنيها من لبنان بنجاح، في حين تبدأ أستراليا جهودها الخاصة باستعادة رعاياها عبر قبرص. بالإضافة إلى ذلك، تسعى البرازيل لإعادة مواطنيها وتظهر الحكومة وجود رغبة لدى حوالي 3000 برازيلي في مغادرة لبنان. وعلى الرغم من تصاعد الأزمة، يستمر الإجلاء بشكل منظم للاستجابة للاحتياجات الإنسانية الطارئة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.