تأسس المسرح الجزائري في القرن الـ19 بمسرح الظل والعرائس، وظهر مسرح الحلقة بعد ذلك. توسعت المبادرات المسرحية لتعبير عن الهوية الجزائرية مع مسرحية “جحا” لشيلالي علي المدعو “علالو” في عام 1921. بعد الاستقلال في عام 1962، أُنشئ المسرح الوطني الجزائري لتوفير منصة للمواهب المحلية. تم إنتاج حوالي 200 عمل مسرحي منذ افتتاح المسرح الوطني.
فترة السبعينيات والثمانينيات شهدت استعادة بعض المسارح وإعادة تهيئتها لخدمة الفن وتوزيع الإنتاج المسرحي. ظهرت المسارح الجهوية في ولايات مختلفة وتم بناء مسارح جديدة في عدة مدن. تم إحداث مهرجانات مسرحية وطنية ودولية بالإضافة إلى مهرجانات محلية لتعزيز الإبداع المسرحي. تواجه المسرح الجزائري التحديات بسبب تأثير العولمة وتغيّر توجهات الشباب مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي.
المسرح الوطني الجزائري يستمر في تقديم الفن والروحية والهوية الجزائرية من خلال تنظيم فعاليات مسرحية وورش تكوينية. تواجه التحديات بسبب تغير توجهات الشباب وتحول الحياة اليومية. يُعد المسرح الجزائري ذا أهمية كبيرة في المحافظة على الهوية الثقافية وترويجها، وفي تقديم الرسالة الثقافية للجمهور.
يتناول الممثل والباحث في الحركة المسرحية عبد الحميد رابية النقص في تصاعد شعبية المسرح في الجزائر، مشيراً إلى تغير توجهات الشباب واهتمامهم بالوسائل الرقمية. يعاني المسرح من نقص الترويج وتحولات العصرنة. يجب العمل على تحفيز الاهتمام بالمسرح وتقديمه بشكل يجذب المشاهدين ويلهم الجمهور. بالرغم من التحديات، يظل المسرح الجزائري مكاناً مهماً في توثيق الهوية الثقافية للبلاد والمحافظة عليها من خلال تقديم الفن والروحية.