العربي بن مهيدي كان قائدًا قويًا في ثورة التحرير الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي. ولد في عام 1923 في دوار الكواهي في الجزائر، ونشأ في بيئة دينية وتعليمية تحت إشراف جده القاضي وأبيه. تلقى تعليمه الأولي في زاوية العائلة حيث درس القرآن واللغة العربية، ثم انتقل إلى المدارس النظامية ودرس في مدن مختلفة قبل الانخراط في الحركة الوطنية.
تميز بن مهيدي بروح الصمود والقيادة، وقاد مقاومة شرسة ضد فرنسا، وساهم في تأسيس جيش تحرير المغرب العربي. كان له دور بارز في معظم العمليات العسكرية ضد القوات الفرنسية، وتميزت هجماته بالفدائية والحزم.
في أغسطس عام 1956، دعا بن مهيدي قادة الثورة للاجتماع في قرية إيفري لتنظيم النشاط العسكري، وقاد عمليات ناجحة أسفرت عن خسائر فادحة للفرنسيين. في يوم 1 نوفمبر 1954، اندلعت ثورة التحرير بقيادته، مما أدى إلى بداية فترة من الكفاح المسلح ضد الفرنسيين.
بعد تنفيذ تفجيرات في الجزائر العاصمة وقتل العديد من المدنيين والفرنسيين، تم اعتقال بن مهيدي في فبراير عام 1957. وعلى يد الجنرال أوساريس، تم اختتام حياة بن مهيدي بطريقة مثيرة للجدل، حيث أعلنت إعلاميًا أنه قد انتحر في زنزانته بالاكتئاب، قبل أن يعترف الجنرال بأنه هو الذي أمر بقتله.
رغم انتهاء حياة بن مهيدي بشكل مأساوي، فإن إرثه ودوره في تاريخ الثورة الجزائرية لا يزال يلهم الأجيال الحالية. كان قائدًا وطنيًا شجاعًا ومثالًا للصمود والتضحية من أجل الحرية والاستقلال.
