كشفت دراسة جديدة نشرت في مجلة “Psychoneuroendocrinology” أن النساء اللاتي يرتدين ملابس محتشمة ليست في أمان من بعض الرجال مقارنة بالنساء اللاتي يرتدين ملابس جذابة، خاصة إذا كان لديهم مستويات عالية من هرمون التستوستيرون. يعتبر من المفترض ثقافيًا أن النساء اللاتي يرتدين ملابس قليلة يراهن أنهن أقل ذكاءً وأكثر فجورًا ممن يلبسن ملابساً محتشمة، مما يجعلهن أهدافًا شائعة للتحرش، وذلك وفقًا لمؤلفي الدراسة الذين تساءلوا عما إذا كانت مستويات تستوستيرون الرجل لها علاقة بذلك.
أظهرت الأبحاث السابقة أن مستويات التستوستيرون لدى الرجال مرتبطة بالسلوكيات الاجتماعية – سواء بالجانب الإيجابي أو السلبي – بما في ذلك العدوان الجنسي والاندفاع، واللذان ينبعان من إنسانية الآخر. ويوضح مؤلفو الدراسة أن تقدير شخص ما هو أنه بعدم الإنسانية له، يعني تجاهل قدرة الشخص على المشاعر مثل الحزن والخوف أو السلوك الأخلاقي.
استمد الباحثون من 20 رجلاً تتراوح أعمارهم بين 18 و 38 سنة، ويتمتعون بمستويات صحية من التستوستيرون للمشاركة في اثنتين من التجارب، حيث تم منح المتطوعين جرعات إضافية من الهرمون أو مكمل غذائي. ثم شاهدوا فيديو لامرأة ترتدي ملابس محتشمة أو مغرية ولكنها تتصرف على النحو نفسه. وأخيرًا، قام الرجال بإكمال سلسلة من المهام لإظهار النطرة نحو عدم الإنسانية تجاه النساء.
أظهرت نتائج الاختبار أن الرجال الذين تناولوا تستوستيرون إضافي كانوا أكثر عرضة لعدم تطبيع حتى النساء اللواتي يرتدين ملابس محتشمة مقارنة بالرجال الذين لم يتلقوا الهرمونات. ومع ذلك، لم تكن مستويات التستوستيرون لها تأثير كبير على رأي الرجل في امرأة ترتدي ملابس مكشوفة وكانوا عرضة بنفس القدر لعدم تطبيعها بغض النظر عن الهرمونات، مما يؤكد على التقديرات السابقة للرأي السلبي من المجتمع تجاه الجنسانية الأنثوية.
وقالت لوبرتي: “لقد كنا بالتأكيد متفاجئين لتجد أن التستوستيرون لم يزيد من العرضة نحو عدم تطبيع المشاعر تجاه امرأة جذابة، كما كان متوقعًا منا، ولكنها أدت إلى عرض أمراة غير جنسانية بتطور عدم تطبيع هذا النوع من الإنسانية، وأوضحت: “بناءً على هذه النتائج، رسالة أساسية هي أن تجانس الأمور يؤدي إلى عدم تطبيع المشاعر تجاه امرأة مستهدفة، ولكن مستويات التستوستيرون المرتفعة يمكن أن تحفز هذا النوع من الإنسانية حتى في غياب مناطق الحساسية.
أكد الباحثون في بيانهم على أن التستوستيرون هو عامل واحد فقط في كيفية تعامل الرجال مع النساء، ودعوا إلى إجراء المزيد من الأبحاث حول تقاطع الفسيولوجيا البشرية والتكيف الاجتماعي.
