شهدت عدة مدن إندونيسية وقفات ومسيرات في ذكرى مرور عام على عملية “طوفان الأقصى” والحرب المستمرة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 41 ألف شخص وإصابة حوالي 100 ألف آخرين وفقدان نحو 10 آلاف. وقد عبّر المحتجون في تلك الفعاليات عن استنكارهم لسياسات الاحتلال الإسرائيلي، كما شهدت بعض المناطق في الضفة الغربية مثل طولكرم وجنين ونابلس مواجهات مع قوات الاحتلال.
في العاصمة جاكرتا، احتشد الآلاف أمام السفارة الأميركية تنفيذاً لدعوة تحالف الشعب الإندونيسي لمناصرة فلسطين، حيث رفعوا شعارات تدين الدعم الأميركي المستمر لإسرائيل، والذي ساهم في تصاعد العنف والاعتداءات على الفلسطينيين. وقد عمت الفعاليات مختلف المدن الإندونيسية، حيث طالب المشاركون الحكومة الإندونيسية والدول العربية والإسلامية بزيادة الدعم للشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانب الشعب اللبناني الذي يعاني من أزمة كبيرة، وخصوصاً بعد نزوح أكثر من مليون شخص من جنوب إلى وسط وشمال لبنان.
وكانت وزارة الخارجية الإندونيسية قد أصدرت بيانًا سابقًا اعتبرت فيه الاعتداءات الإسرائيلية على منطقة الضاحية في جنوب بيروت انتهاكًا صارخًا لسيادة دولة أخرى. كما حذرت من خطر تصاعد العنف، وأكدت على ضرورة وضع حد للاحتلال الإسرائيلي وفظائعه كسبيل لتحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط، مما يعكس موقف إندونيسيا الثابت تجاه القضية الفلسطينية.
وفي هذا السياق، أكدت وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مرسودي، التي ستختم مهمتها بعد عشر سنوات، أن قضية فلسطين كانت وما زالت محورًا أساسيًا في الدبلوماسية الإندونيسية خلال العقد الماضي، واستمرت دعوتها لتوسيع دائرة الدول التي تعترف بدولة فلسطين. هذا يؤكد التزام إندونيسيا بدعم حقوق الفلسطينيين ومساندتهم على مختلف الأصعدة الدولية.
كما أبرزت جاكرتا التزامها المستمر بزيادة دعمها للوكالة الأممية لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وأكدت على أهمية تقديم المساعدات الإنسانية لدعم حقوق الفلسطينيين وتحسين أوضاعهم. وقد دعت دول العالم للاستثمار في الإنسانية والسلام، وهو ما يعكس رؤية شاملة للتعامل مع الأزمة الفلسطينية والحاجة إلى دعم دولي أكبر.
تجسد هذه الفعاليات والبيانات الرسمية في إندونيسيا موقفًا واضحاً من الحكومة والشعب تجاه القضايا الفلسطينية واللبنانية، إذ تسعى إلى تعزيز الوعي حول تلك الأزمات وضرورة اتخاذ خطوات حقيقية لتحقيق العدالة والمساعدة للمتضررين، في الوقت الذي تؤكد فيه على استمرارية جهودها الدبلوماسية لتعزيز الاعتراف الدولي بحقوق الفلسطينيين.