تعتزم الحكومة السودانية برئاسة عبد الفتاح البرهان نقل مقره من بورتسودان إلى مدينة عطبرة في ولاية نهر النيل خلال الأسابيع القادمة. وقد اتخذ البرهان بورتسودان كمقر مؤقت بعد خروج القوات المسلحة من الخرطوم بسبب القتال المستمر مع قوات الدعم السريع منذ أبريل 2023. وأشارت مصادر حكومية إلى أن مجلس السيادة قرر توزيع الوزارات على عدة ولايات، حيث ستظل بعض الوزارات المهمة مثل الخارجية والمالية في بورتسودان، فيما سيتم نقل مقار وزارات أخرى إلى كسلا والقضارف في الشرق، وولايات في الشمال مثل دنقلا ومروي وعطبرة.
تسعى الحكومة إلى تفعيل العمل التنفيذي من خلال توزيع مقار الوزارات وأعضاء مجلس السيادة في مختلف الولايات، حيث يُعتبر هذا الانتقال خطوة تهدف لتحسين الخدمات الحكومية وتعزيز العلاقة بين المواطنين والسلطة. كما أن بورتسودان تمتاز كونها مركزًا اقتصاديًا وتجاريًا مهمًا، حيث تتركز فيها المؤسسات والشركات والسفارات والموانئ. من المتوقع أيضًا أن يُنقل البرهان لاحقًا إلى أم درمان، بعد استعادة الجيش للسيطرة هناك، مما قد يساعد على استتباب الأوضاع في الخرطوم.
من جهة أخرى، قدمت لجنة تطوير وتأهيل مطار عطبرة معلومات حول الجهود الجارية لتحويله إلى مطار دولي يلبي احتياجات الولاية، حيث تفقد البرهان سير العمل بالمطار ووجه بمضاعفة الجهود لافتتاحه في أسرع وقت ممكن. يشير الخبراء إلى أن المنطقة الوسطى في الخرطوم تحتاج إلى معالجة بيئية شاملة قبل أن تصبح صالحة للاستخدام مجددًا، حيث تعرضت لتدمير واسع النطاق بسبب النزاع المسلح.
تحتوي وسط الخرطوم على العديد من المراكز العلمية والمختبرات التي تعتبر ضرورية للحياة، لكنها تعرضت للأضرار خلال النزاع. أدى التدمير إلى تحرير مواد كيميائية وأخرى ملوثة، مما أثر سلبًا على نوعية الهواء والتربة والمياه. وهذا التلوث يتطلب إعادة تقييم شاملة وقياسات دقيقة لمعدلات التسمم البيئي بهدف معالجة الأضرار.
مدينة عطبرة، التي تُعرف أيضًا بـ”عاصمة الحديد والنار”، تقع على بعد حوالي 310 كيلومترات شمال الخرطوم، وهي واحدة من أقدم مدن السودان. وقد اختار الاستعمار البريطاني عطبرة نظرًا لموقعها الاستراتيجي لتكون مركزًا عسكريًا. تاريخيًا، يُعرف عن المدينة دورها البارز في السكك الحديدية والحركة النقابية، مما يعطيها بعدًا ثقافيًا وتاريخيًا مهمًا في السودان.
استنادًا إلى الوضع الحالي، تسعى الحكومة إلى تعزيز الوجود الإداري في عطبرة، مما قد يساهم في استقرار الأوضاع في ظل التحديات التي يواجهها السودان. إن نقل مؤسسات الدولة إلى مناطق أخرى قد يكون نقطة تحول في كيفية إدارة البلاد وتلبية الاحتياجات العامة، ومعالجة الأضرار البيئية الناتجة عن النزاع.