في أكتوبر/تشرين الأول 2023، وخلال قصف إسرائيل لشمال قطاع غزة وإجلاء مليون فلسطيني، وجهت مسؤولة كبيرة في وزارة الدفاع الأميركية تحذيرًا للبيت الأبيض بشأن احتمال ارتكاب إسرائيل جرائم حرب. وتمثلت المخاوف في قلق من انتهاك القانون الدولي وتأثيره على العلاقات الأميركية مع العالم العربي. وفي وقت مبكر، زادت المخاوف داخل الإدارة بشأن انخراط واشنطن في الأزمة الإنسانية وفقدان مصداقيتها بين الدول العربية.
وفي سياق متصل، دعا مسؤول في السفارة الإسرائيلية في واشنطن لتسريع شحن 20 ألف بندقية آلية للشرطة الإسرائيلية، بينما تم تقديم عدة صفقات للأسلحة إلى إسرائيل. وعبّرت مسؤولة في وزارة الخارجية الأميركية عن قلقها من تورط وحدة معينة في الشرطة الإسرائيلية في انتهاكات لحقوق الإنسان، حيث رفضت عدة مبيعات للأسلحة بسبب هذه الأمور.
بالتوازي مع ذلك، اشتد الضغط الأميركي على إسرائيل لتخفيف من سرعة الهجمات وإطلاق النار، كما أعطت إشارات بالدعم لمزيد من المساعدة الإنسانية لغزة. وبينما كانت تجري المناقشات الداخلية في إدارة بايدن بشأن التعاطف مع الفلسطينيين، كان هناك تأخير في الرد على المأساة، حتى تم تقديم مساعدة إضافية بعد ذلك.
ودعت مسؤولة في البيت الأبيض إلى تخطيط شامل وسريع لتوفير الخدمات الضرورية للمليون شخص الذين تم إجلاؤهم في غزة، مع تحذير من احتمالية حدوث كارثة إنسانية. وعلى الرغم من طلب من إسرائيل تمديد مهلة الإجلاء، حثت الولايات المتحدة على التحضير لأزمة إنسانية قد تحدث نتيجة لهذا الإجلاء الضخم.
وفي خضم هذا، زادت الأزمة الإنسانية في غزة من قلق الجماهير العربية تجاه الولايات المتحدة، وتسببت في توتر العلاقات بين واشنطن وبعض الحلفاء العرب. وعلى الرغم من تحذيرات بشأن احتمال ارتكاب إسرائيل لجرائم حرب، استمرت الولايات المتحدة في تقديم المساعدات العسكرية والدعم لإسرائيل خلال الصراع في غزة.