في القدس المحتلة، اقتحم مستوطنان إسرائيليان اليوم الجمعة المسجد الأقصى ونفخا البوق بالمصلى المرواني قبل أن يتم اعتقالهما من قبل الشرطة الإسرائيلية. ووفقا لدائرة الأوقاف الإسلامية، فإن المستوطنين اعتقلوا بعد أن دفعا شرطيا وحارسا للمسجد في باب القطانين وذهبا بسرعة إلى المصلى المرواني حيث نفخا بالبوق قبل أن يتم القبض عليهما. ويعتبر نفخ البوق في هذا السياق رمزا للتفوق والسيادة، كما يعتبره المتطرفين فصلا بين زمانين.
شارك 460 مستوطنا في اقتحام المسجد يوم أمس الخميس استجابة لدعوات بمناسبة رأس السنة العبرية. وقام بعضهم بالرقص والتصفيق وأداء طقس السجود الملحمي بشكل جماعي في الساحات الشرقية للمسجد بحماية شرطة الاحتلال. من المتوقع وقوع المزيد من الاقتحامات خلال الفترة القادمة بمناسبة الأعياد اليهودية وما يسمى بـ”ختمة التوراة”.
في خطوة مثيرة للجدل، أمنت قوات الاحتلال مئات المصلين من دخول المسجد لأداء صلاة الجمعة، مما أدى إلى وقوع مواجهات مع المصلين عند باب الأسباط. بدعوة من خطيب الجمعة ومفتي القدس والديار الفلسطينية، أدي المصلون صلاة الغائب على أرواح الشهداء في فلسطين ولبنان. وقد ندد خطيب المسجد بصمت الأمة الإسلامية تجاه التطورات في فلسطين ولبنان، مطالبا بنصرة القدس وأقصاها وشعبها الصابر.
منذ عام، يفرض الاحتلال الإسرائيلي قيودا مشددة على فلسطينيي القدس ودخولهم للمسجد الأقصى في حين تدعم الحكومة الإسرائيلية اقتحامات المستوطنين للمسجد خمسة أيام في الأسبوع. كما شن الاحتلال عدوانا على قطاع غزة ولبنان ما أسفر عن سقوط مئات الشهداء والجرحى. تعتبر أيام الأعياد اليهودية من أخطر المواسم على المسجد الأقصى خاصة في ظل تصاعد الاقتحامات ووجود حكومة إسرائيلية متطرفة.
بصوت مرتفع وداعبته الشجون تطرح أسئلة خطيب المسجد الأقصى حول دور الأمة الإسلامية في مواجهة الاعتداءات على فلسطين ولبنان، وتستنكر صمتها تجاه الظلم. يعبر خطيب المسجد عن ثقته بأن فلسطين ستبقى أرضا للثبات رغم كل التحديات، ويسأل عن إيمان ونصرة الأمة الإسلامية في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة.