تدور أعمال الفنانة زينب سديرة حول توثيق الذاكرة والبحث عن القصص المنسية والمهددة بالاختفاء والزوال، حيث استخدمت خبرتها في مجال السينما لصناعة أفلام تناقش قضايا الهوية والهجرة والخصوصية الثقافية. تسعى سديرة، التي ولدت لأبوين جزائريين ونشأت في فرنسا، إلى البحث في التاريخ الشفاهي لتجسيده في أفلامها التي تمزج بين التاريخ الرسمي والقصص الشخصية والعائلية.
تتناول أعمال سديرة قضايا التاريخ والثقافة من خلال رؤية شخصية وفريدة، مما ينعكس في تعددية الأصوات وتجمع بين الحقيقة والخيال في سردياتها. تضمن معرضها الأخير أربعة أفلام من مسيرتها، مثل فيلم “الأحلام ليس لها عنوان” الذي يتناول حياة سديرة الشخصية وتاريخ السينما المناهضة للاستعمار في الجزائر. كما يستعرض فيلم “اللغة الأم” تطور نقل الذاكرة بين الأجيال من خلال حوارات مع ثلاثة أجيال من النساء.
فيلم “حافظو الصور” يتناول حياة المصور الجزائري محمد قواسي وأعماله الفنية، بينما يجسد فيلم “ميز أون سين” لقطات من الأرشيف للأفلام المناهضة للاستعمار في الجزائر خلال ستينات القرن الماضي. وتحاكي سديرة خلال أفلامها تجارب حياتها الشخصية وتجربة الهجرة وسرديات الشتات، مما يسلط الضوء على مواضيع مهمة مرتبطة بتاريخ الشعوب والهجرة والهوية.
تسعى سديرة من خلال أعمالها لجذب الجمهور إلى التعرف على هذه القصص المنسية والتي قد تختفي بمرور الوقت, وذلك من خلال فن السينما والتوثيق الذي يعتبر وسيلة مهمة للحفاظ على التاريخ والذاكرة. تعبر أفلامها عن رؤية فريدة للفن كطريقة للبقاء والحياة وتقديم قضايا هامة تخص الهجرة والثقافة والهوية.
أعمال زينب سديرة تعتبر جسراً بين التاريخ والحاضر، حيث تعمل على توثيق الذاكرة والمحافظة على القصص المهمة والمنسية، التي تمثل جزءاً هاماً من تاريخ الشعوب والثقافات. تستخدم سديرة موهبتها في صناعة أفلام تتناول قضايا حيوية تهم الجمهور وتثري الحوار الثقافي والفني في المجتمع. ومن خلال معرضها الأخير، تجسد سديرة رؤيتها الفنية الخاصة وتشارك الجمهور بتجاربها وقصصها المثيرة.