تتناول العديد من الصحف والمواقع الإخبارية العالمية تداعيات التصعيد الإسرائيلي الأخير في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط، مشيرة إلى الافتقار لاستراتيجية واضحة لدى إسرائيل في مواجهتها مع حزب الله. في هذا السياق، أفاد مسؤول أمني إسرائيلي سابق لصحيفة “نيويورك تايمز” بأن الزخم الذي حققته إسرائيل عبر سلسلة من العمليات العسكرية في لبنان لم يُسفر عن نتائج ملموسة، مما يثير تساؤلات حول قدرة إسرائيل على تحقيق أهدافها. وقد أظهر التاريخ أن إسرائيل قد تجد نفسها متورطة في وضع معقد في لبنان، في الوقت الذي يبقى فيه الوضع في غزة كما هو، حيث يستمر حزب الله في كونه تحديًا كبيرًا لإسرائيل.
وأضافت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن غياب الاستراتيجية لدى إسرائيل يعوق قدرتها على تحقيق هدفها المعلن بإعادة الأمن إلى المناطق الشمالية، في ظل استمرار حزب الله في إطلاق الصواريخ نحو الأراضي الإسرائيلية والتمسك بموقفه بشأن وقف إطلاق النار في غزة. وحذر المقال من أن أي غزو بري محتمل للبنان قد يضع إسرائيل في مأزق، مما يزيد من تعقيد الوضع العسكري والسياسي.
في سياق متصل، أشارت صحيفة “هآرتس” إلى أن الأيديولوجية التي دافع عنها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، القائمة على القوة والاستبداد، أثبتت عدم فعاليتها، حيث يجسد الوضع في غزة ولبنان النتائج العكسية لتلك السياسة. ذلك يعكس فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها العسكرية والسياسية، ويسلط الضوء على ضرورة إعادة التفكير في السياسات المتبعة من قبل الحكومة الإسرائيلية.
وعلى صعيد آخر، تطرق تقرير لصحيفة “فايننشال تايمز” إلى المخاوف الأوروبية من نشوب حرب كبرى في لبنان. إذ تشعر العديد من العواصم الأوروبية بالقلق من العواقب المحتملة لصراع طويل الأمد في المنطقة، ينعكس في احتمالات موجات لجوء جديدة. ويسعى القادة الأوروبيون للضغط على إسرائيل لتجنب استهداف المنشآت النفطية والنووية في إيران كوسيلة لوقف التصعيد وتفادي تفاقم الأوضاع في المنطقة.
علاوة على ذلك، تلاحظ “واشنطن بوست” أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن فقدت قبضتها على الوضع في حرب غزة، موضحة أن سلسلة من الأحداث منذ السابع من أكتوبر قد أدت إلى خروج الوضع في الشرق الأوسط عن سيطرة البيت الأبيض، والذي كان يأمل في تهدئة الأوضاع. وقد ركز التقرير على علامات التصعيد الإسرائيلي التي غالبًا ما تجاهلت التحذيرات الأميركية، مما يعكس فقدان التنسيق الأميركي تجاه الأزمة.
إجمالاً، يؤدي التصعيد الحالي في المنطقة إلى تفاقم الأزمات القائمة وانعدام الأمن، مما يستدعي إعادة تقييم السياسات المعتمدة من جميع الأطراف المعنية. إن تعقيدات الصراع تشدد على أهمية الحوار والتفاوض كسبيل لتجنيب لبنان والشرق الأوسط المزيد من الأزمات الإنسانية والسياسية.