الشاعر علي الحازمي في مجموعته الشعرية “غصن وحيد للغناء” يقدم مناخًا شعريًا يتحدث عن الوحدة ويكشف عن تعذّب الذات من خلالها. يعبر الشاعر عن امتنانه للوحدة من خلال التغنّي بها، مما يعطي القارئ فهمًا عميقًا لكيفية رسم الحازمي للوحدة وخدمة نظام التفعيلة الشعرية. تظهر الوحدة كباب للنجاة والهلاك في عدد من قصائد الحازمي، حيث يتناولها بشكل إيجابي في بعض القصائد وبشكل سلبي في الأخرى، ما يجعل الوحدة مركزًا هامًا في تجربة الشاعر.
الوحدة تكون موضوعية هامة في قصائد الحازمي، فتظهر كقابل للنجاة في بعض الأحيان وكعامل منبثق عن الهلاك في أحيان أخرى. يظهر الشاعر بوجهيها المتضاربين، حيث في بعض القصائد ينبأ بالهدوء والاكتئاب الناتج عن الوحدة، بينما في أخرى يحاول البحث عن المتنفس من خلال الشعر والتعبير عن مشاعره. يربط الحب لدى الحازمي بالوجع والماضي، ما يحمل طابعًا عاطفيًا قويًا في قصائده.
يستخدم الحازمي حركة الإيقاع والمستوى المعجمي في قصائده بشكل متقن، مما يجعل نصوصه تتقدم نحو القارئ بصورة سلسة وجذابة. تظهر الكلمات المتكررة باستمرار في قصائده، مما يساهم في بناء هوية المجموعة الشعرية بشكل قوي ومتماسك. ومع ذلك، قد يفرض نظام التفعيلة بعض القيود اللفظية على الشاعر، ما يدفعه إلى التجديد في التعبير عن أفكاره ومشاعره.
مجموعة علي الحازمي تشكل انطلاقة لبناء عالم شعري جديد يتناول قضايا الوحدة والهوية الذاتية بشكل عميق. تعكس قصائدها تجربة شاعر يبحث عن التعبير عن مشاعره واحاسيسه بعمق، ويحاول التفاهم مع واقعه الداخلي والخارجي. بالاعتماد على الإيقاع والمعاني الدلالية، استطاع الحازمي أن يبني تجربة شعرية مليئة بالرقي والجمال.