أكد وزير الاقتصاد اللبناني أمين سلام أن العدوان الإسرائيلي الأخير تسبب في خسائر كبيرة وغير قابلة للاحتساب في البلاد، حيث تصاعد العدوان بشكل ملحوظ خلال الأسبوعين الماضيين. وأشار إلى أن الضربات الإسرائيلية استهدفت مناطق مختلفة في لبنان، بما في ذلك العاصمة بيروت، ولم تقتصر فقط على جنوب لبنان والبقاع.
وأوضح سلام خلال مقابلة مع الجزيرة أن الخسائر التي تعرضت لها البلاد تأثرت بجميع القطاعات الاقتصادية، بتأثيرات مباشرة وغير مباشرة. وأشار إلى أن الأضرار المباشرة تشمل الدمار الهائل الذي حدث في مختلف المناطق، مع تدمير البنى التحتية والمصانع والمؤسسات والمحال التجارية، بالإضافة إلى الزراعة في الجنوب والبقاع.
وأكد الوزير أن الزراعة تعتبر قطاعًا مهمًا في لبنان، وقد تضرر بشكل كبير جراء الحرب، مع إتلاف الأراضي الزراعية وتخريب التربة في مناطق متعددة. وأشار إلى أن وزارة الزراعة تقدر الخسائر في هذا القطاع بمليارات الدولارات، حيث كان التقدير الأولي للخسائر قبل الحرب حوالي 3 مليارات دولار.
بالنسبة للقطاع السياحي، أشار سلام إلى أنه كان يسهم بمبالغ كبيرة في الاقتصاد اللبناني سنويًا، إلا أنه تأثر بشكل كبير جراء الحرب، حيث انخفض بنسبة تقدر بنحو 90%، مما تسبب في خسائر بين 4 و5 مليارات دولار، مما أوقف فرص النمو في البلاد.
وأشار الوزير إلى أن الخسائر الاقتصادية غير المباشرة لا تمكن من تقديرها بسبب تأثيرها الكبير على استقرار الناتج المحلي وفرص العمل. وأعرب عن قلقه إزاء الأزمة الإنسانية المتزايدة في لبنان، حيث يوجد حوالي 1.2 مليون نازح نتيجة للاعتداء الإسرائيلي، مما يتطلب تقديم المأوى والغذاء والعلاج لهؤلاء النازحين.
وفي مواجهة أزمة النزوح، أكد الوزير أن الحكومة اللبنانية فتحت مئات المراكز لإيواء النازحين وفتحت المستشفيات والمدارس لخدمتهم. وأشار إلى وجود دعم كبير من الدول العربية لمساعدة لبنان في هذه الظروف الصعبة.