حذر مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي من احتمالية نزوح سكان غزة من مدينة رفح الحدودية إلى مصر هرباً من هجوم عسكري إسرائيلي، معتبرًا أن ذلك سيجعل حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مستحيلاً، وأنه سيواجه معضلة مروعة للفارين. وشدد على ضرورة تجنب هذا النزوح المحتمل لسكان غزة، مشيراً إلى أن أي أزمة لاجئين جديدة من غزة إلى مصر ستعقد حل القضية الفلسطينية. كما أكد أن المسؤولية الكبيرة لتجنب هذه الوضعية تقع على إسرائيل، القوة الاحتلالية في غزة.

وأشار غراندي إلى أن الهجوم المحتمل على رفح قد يضطر سكان غزة إلى اللجوء إلى مصر كخيار للنجاة، معتبرًا أن هذه المعضلة غير مقبولة. وأكد على جهوزية المفوضية لمواجهة هذا السيناريو المحتمل، حيث تخزّن الخيام والإمدادات وتعمل على وضع خطط طوارئ لمواجهة احتمالية وصول سكان غزة إلى مصر. وركز على أن الوصول إلى هذه المعضلة سيكون نقطة نهاية لجهود تحقيق السلام الدائم في المنطقة.

من ناحية أخرى، أثارت الخطط الإسرائيلية لشن هجوم على رفح استياءً على نطاق واسع، مما دفع الولايات المتحدة، أحد أقرب حلفاء إسرائيل، إلى تحذير رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من عزلة دولية إذا استمرت إسرائيل في تنفيذ هذه الخطط. وتأتي هذه التحذيرات في إطار انتقادات عديدة تلقتها إسرائيل بسبب تصاعد التوترات والتصعيد في المنطقة، مما ينذر بتدهور الوضع الإنساني في غزة.

يجدر بنا أن نفهم خطورة مثل هذه الخطوات العسكرية وتأثيرها على السلام والاستقرار في المنطقة، خاصة في ظل تباطؤ عملية التسوية السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين. فالتصعيد العسكري يعقد الوضع أكثر ويجعل من الصعب التوصل إلى حلول سلمية، مما قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة وتحولها إلى كارثة إنسانية جديدة.

لذلك، يجب على الأطراف المعنية أن تتحرك بحزم نحو تفادي هذه المخاطر والابتعاد عن التصعيد العسكري، بل إيجاد حلول سياسية تلبي تطلعات الشعبين وتضمن الأمن والاستقرار في المنطقة. على إسرائيل، كقوة احتلال في غزة، أن تتخذ خطوات مسؤولة نحو السلام والتعايش بدلاً من اللجوء إلى العنف والحروب التي لا تصب في مصلحة أي من الأطراف المتصارعة. وعلى المجتمع الدولي أن يضغط على الأطراف المتصارعة للتوصل إلى حل سياسي شامل ودائم يعيد الأمل للشعبين في غزة وإسرائيل.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.