على الرغم من التطورات الأخيرة في مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، فإن السلطات الإسرائيلية تواجه صعوبات في التوصل إلى اتفاق شامل بشأن الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين. ويتزايد القلق الدولي من احتمالية اندلاع حرب إقليمية بين إسرائيل وإيران. يرى البعض أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يهتم فقط بترك بصمته في التاريخ بدلًا من رعاية مصلحة الشعب اليهودي. وتزيد الشكوك حيال قدرة إسرائيل على تحقيق النصر في غزة، حيث يلقى اللوم على نتنياهو لتجنبه اتخاذ القرارات الصعبة.

أما فيما يتعلق بأزمة الجوع في غزة، فإن الإغاثة والمساعدات الموعودة لم تصل بشكل كافي حتى الآن، وتحذر رئيسة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية من تفاقم الأزمة وانتشار المجاعة في بعض مناطق القطاع المحاصر. وتعزو بعض المسؤولين في الأمم المتحدة أزمة الجوع إلى القيود الإسرائيلية على شحنات المساعدات.

من ناحية أخرى، تكشف تقارير أن الولايات المتحدة تحث الصين على الضغط على إيران لتفادي الرد عسكري على إسرائيل. وتبرز تحليلات أخرى أن تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل يثير مخاوف من اندلاع حرب إقليمية تضر بمصالح العديد من الأطراف. ويشير خبراء إلى أن روسيا تفضل تجنب اندلاع حرب مباشرة بين الطرفين لتجنب كشف نقاط ضعفها في المنطقة.

وفي ظل هذه التطورات، تواجه الولايات المتحدة تحديات كبيرة في المواجهة مع التهديدات الإقليمية والعالمية. ورغم الحاجة الماسة لريادة دور فعال في هذا السياق، إلا أن القلق من الشؤون الداخلية يعرقل الجهود الوطنية للتصدي للتحديات الأمنية. وتظل الأولوية للمصالح السياسية الداخلية على حساب الأمن القومي.

إجراءات تراجعية من الإدارة الأميركية، وغياب القيادة القوية، قد يجعلان العالم معرضًا للمزيد من التوترات والمخاطر الجيوسياسية. وفي الوقت الذي تستمر فيه التحديات في الشرق الأوسط ومناطق أخرى، يظل الاستقرار الإقليمي رهينة لقرارات الدول الكبرى وإرادات الزعماء الفاشلين.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.