أظهرت دراسة نشرت في مجلة “بريتيش ميديكال جورنال” أن تناول الأمهات اللواتي يعانين من اكتئاب ما قبل الولادة جرعة منخفضة من الإسكيتامين بعد وقت قصير من الولادة يمكن أن يقلل من نسبة حدوث الاكتئاب الشديد بنسبة كبيرة خلال 42 يوماً بعد الولادة. وهذه الدراسة تأتي من خلال تجربة سريرية أجريت في الصين بهدف تفادي الاكتئاب لدى النساء اللواتي سبق لهن تجربة أعراض اكتئابية خلال الحمل.

يعد الإسكيتامين مشتقاً من الكيتامين ويستخدم في هذه الحالة كحقنة لعلاج الاكتئاب. ورغم مزاياه من ناحية علاج الاكتئاب، يواجه هذا العلاج بعض الثغرات والجدل بسبب فاعليته ضد أنواع معينة من الاكتئاب والآثار الجانبية العصبية النفسية التي قد تطرأ.

وتضمنت الدراسة مئات من النساء اللواتي تلقين الحقنة بعد الولادة، وتم مقارنة نسبة حدوث الاكتئاب والآثار الجانبية بالمجموعة التي تلقت العلاج الوهمي. وأظهرت الدراسة نتائج إيجابية في الحد من الاكتئاب، حيث كانت نسبة النوبات الشديدة أقل بشكل كبير في المجموعة التي تلقت الإسكيتامين.

مع ذلك، تواجه الدراسة بعض التحديات، حيث لم يتم تضمين النساء اللواتي كان لديهن اضطرابات نفسية قبل الحمل، وكذلك كانت لديهن أعراض اكتئابية خفيفة قبل الولادة، مما يجعل من الصعب تحديد فاعلية العلاج. وتتوقف الدراسة أيضاً بعد فترة قصيرة من الولادة، مما يجعل من الصعب تقدير مدى تأثير العلاج على المدى الطويل.

رغم التحديات التي تواجهها الدراسة، فإن النتائج الإيجابية التي حققتها تعتبر خطوة مهمة نحو تحسين علاج الاكتئاب للنساء اللواتي يعانين من اضطرابات نفسية خلال فترة الحمل. وقد قدمت الدراسة نتائج واعدة تفتح أفقاً جديداً للأبحاث المستقبلية في هذا المجال.

على الرغم من أن الإسكيتامين يعد خياراً واعداً في علاج الاكتئاب للنساء بعد الولادة، إلا أنه من الضروري إجراء مزيد من الأبحاث لتحديد فعالية العلاج على المدى الطويل وتحديد الجرعة المناسبة وتقدير الآثار الجانبية بشكل أوضح.

بشكل عام، يعد تطور العلاجات الجديدة لمكافحة الاكتئاب مهماً، خاصة فيما يتعلق بالنساء اللواتي يمرون بفترة ما بعد الولادة التي قد تكون صعبة على الصعيدين الجسدي والنفسي. ونأمل أن تتابع الدراسات المستقبلية في هذا المجال لإيجاد حلول فعالة وآمنة لهذه الفئة من النساء.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.