قبل أكثر من قرن، حذر جون مينارد كينز من مخاطر الرضا عن العولمة. في كتابه “العواقب الاقتصادية للسلام” في عام 1919، أشار كينز إلى أن العولمة كانت شيئًا مسلمًا به تمامًا قبل الحرب العالمية الأولى. كان يُعتبر من الطبيعي طلب المنتجات من جميع أنحاء العالم وتحريك الأموال والسلع بسهولة.

لكن بعد تهشم الرضا بسبب الحرب والدمار الاقتصادي الذي نجم عنه، عادت العولمة إلى الوراء. ومع انهيار اقتصادي في عام 1929 وحروب عالمية أخرى، لم تستعد العولمة بالكامل إلا في نهاية القرن العشرين. ولكن السؤال الآن هل سنشهد تكرار لهذا السيناريو الذي رصده كينز؟

التقرير السنوي لمجموعة “دي إتش إل” للشحن وكلية ستيرن للأعمال في جامعة نيويورك أظهر زيادة في العولمة بشكل معتدل، مع تبادل المعلومات والأموال والسلع. لكن تبقى بعض التحديات مثل عدم تعافي السفر بسبب جائحة كوفيد-19 وتباطؤ بعض التدفقات.

صندوق النقد الدولي قدم سيناريوات لتأثير حرب باردة جديدة على الاقتصاد العالمي، محذرا من تباطؤ التجارة والتمويل والمعلومات. يشدد الصندوق على أهمية عدم السماح بتفاقم التوترات الجيوسياسية التي قد تؤدي إلى انحسار العولمة، مع التأكيد على أن هذا السيناريو ليس واقعياً حالياً.

بينما تظهر نتائج الاستطلاع والتقارير الاقتصادية نمواً معتدلاً في العولمة، لا يزال هناك تحديات تواجهها مثل ارتفاع نسبة الديون العالمية وتباطؤ الاقتصاد العالمي بسبب الجائحة. علينا أن نكون حذرين ونتعامل بحكمة مع التحديات المستقبلية لضمان استمرارية العولمة والتقدم الاقتصادي.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.