روولا خلف، رئيس تحرير الـ FT، تختار قصصها المفضلة في هذه النشرة الأسبوعية. حذرت صندوق النقد الدولي من أن سياسات دعم الصناعات التي تميز ضد الشركات الأجنبية تعتبر “مهلكة ذاتيًا” وتضر بالتجارة الحرة، حيث زادت دول غنية بما في ذلك الولايات المتحدة من الدعم المالي لقطاعات مهمة استراتيجياً. ازدادت عدد سياسات الصناعة التي تستخدمها الاقتصاديات المتقدمة مع دفعها لتعزيز الابتكار والحد من الانبعاثات، ووجد الصندوق أنها تمثل أكثر من نصف جميع التدخلات التجارية في العقد الماضي، وهو ما يفوق حصة الاقتصاديات الناشئة. ويمكن أن يؤدي زيادة الإنفاق على البحث الأساسي والابتكار عبر القطاعات إلى إعادة استثمار نفسها على المدى الطويل من خلال زيادة الإنتاج الاقتصادي. حذر الصندوق من أن الانقسام الجغرافي الاقتصادي يمكن أن يكون له تداعيات ذاتية التعزيز وصعبة التعكير.
في الولايات المتحدة، سيقوم قانون الرقائق وقانون تقليل التضخم، اللذان وقعهما الرئيس جو بايدن في أغسطس 2022، بتقديم مئات المليارات من الدولارات في رصيد ضريبي ومنح وقروض. هذه الدعم أثار غضب شركاء وثيقين بما في ذلك عواصم الاتحاد الأوروبي الذين يخشون أن الولايات المتحدة تخلت عن التجارة الحرة مع مكافأة الشركات لتوجيه سلاسل التوريد في الولايات المتحدة. وقد فتحت بروكسل تحقيقات متعددة في شركات صينية، بما في ذلك التحقيق في شركات تصنيع أجنحة الرياح هذا الأسبوع، مع نظرًا لحماية صناعتها من المنافسة الأجنبية الأرخص.
يظهر التقرير أن السياسات التي تميز ضد الشركات الأجنبية تنتهي بالفشل، نظرًا لخطر تشغيل حركات انتقامية والاعتماد الواسع للشركات على التكنولوجيا الأجنبية. خطر آخر هو “احتكار السياسة”، حيث يتم توجيه السياسات من خلال مصالح قطاعية ولكن يتم تقديم فوائد اقتصادية ضئيلة فقط. ووفقًا للصندوق، فإن المفتاح لتحقيق التوازن الصحيح هو تقديم الدعم للقطاعات التي تحظى بـ “انتقالات المعرفة العالية” إلى قطاعات محلية أخرى، لرفع نسبة التكنولوجيا ونمو الإنتاجية على مستوى الاقتصاد. البحث العام، والحوافز الضريبية للبحث والتطوير، والمنح البحثية هي أفضل الأدوات الفعالة التكلفة التي يمكن للحكومات استخدامها، وقد وجد البحث أن الدعم المستهدف للبحث والتطوير الذي يعادل 0.5 نقطة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي يمكن أن يرفع الإنتاج بنسبة 2 في المئة للاقتصاد المتقدم العادي.
يأتي ارتفاع السياسات الصناعية والبلدان تبحث عن وسائل جديدة لمواجهة تراجع النمو. وأظهرت توقعات منفصلة من الصندوق النقدي الدولي التي أصدرتها يوم الأربعاء أن النمو العالمي سيبطئ إلى أكثر من 3 في المئة بحلول عام 2029. في حال عدم اتخاذ إجراءات لتعزيز إنتاجية العمل، من الممكن أن ينخفض النمو إلى 2.8 في المئة بحلول نهاية العقد، مما يعني نقطة نمو أقل من المتوسط قبل الجائحة المسجلة من عام 2000 إلى 2019. في تقريره السنوي، توقعت منظمة التجارة العالمية أن يزيد حجم التجارة العالمية بالسلع 2.6 في المئة في عام 2024 و 3.3 في المئة في عام 2025 بعد أن أدت أسعار الطاقة العالية والتضخم إلى انخفاض بنسبة 1.2 في المئة العام الماضي.
لكن اقتصاديي منظمة التجارة العالمية حذروا من أن استخدام الدعم المالي لتفضيل الإنتاج المحلي، وكذلك النزاعات مثل هجمات الحوثيين على الشحن في البحر الأحمر والتوترات الجيوسياسية الأوسع، قد يؤثر على النمو المتوقع في تجارة السلع العالمية. قال رالف أوسا، كبير الاقتصاديين، للـ Financial Times إن هناك علامات مبكرة على “الانفصال” بينما تقلل البلدان المتقدمة من الاعتماد على الصين وتسعى إلى التجارة بشكل أوثق مع الحلفاء.